تقرير استقصائي: ارتفاع حالات السرطان في موريتانيا وسوء ظروف تخزين المواد الغذائية

أحد, 24/09/2023 - 12:41

كشفت دراسة محلية أجريت حول ظروف تخزين وعرض المواد الغذائية في الأسواق الموريتانية عن ازدياد حالات الإصابة بمرض السرطان في البلاد. وأفاد التقرير الاستقصائي الذي تم إعداده بواسطة الصحفي نور الدين مولود من تلفزيون المرابطون وإنتاج مؤسسة MBT Prod بأن مركز الأنكلوجيا (علاج السرطان) في العاصمة نواكشوط سجل 1278 حالة إصابة بالسرطان خلال العام 2020.

 

توضح الدراسة أن حالات الإصابة بالسرطان المسجلة في المركز الوحيد لعلاج السرطان في موريتانيا قد ارتفعت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة حيث بلغت 408 حالات في عام 2009 وارتفعت إلى 946 حالة في عام 2015 ثم وصلت إلى 1278 حالة في عام 2020. ويشير إجمالي الحالات المسجلة في الدراسة إلى وجود 10,149 حالة إصابة بالسرطان في الفترة من عام 2009 إلى عام 2020.

 

وقد علق البروفيسور محمد الحافظ دهاه الخبير الدولي في مجال التغذية والصحة العمومية على نتائج الدراسة التي أجراها أطباء موريتانيون ونشرها مركز إماراتي للدراسات الطبية حيث أشار إلى عدم وجود دراسات في موريتانيا تؤكد الصلة بين ظروف حفظ وعرض المواد الغذائية وزيادة حالات الإصابة بالسرطان. وأشار الخبير الدولي إلى أن الدراسات العالمية تؤكد تأثير الظروف السيئة للتخزين والعرض للمواد الغذائية على زيادة خطر الإصابة بمرض السرطان.

 

وفي سياق متصل كشف المهندس الزراعي محمد السالك ماصه خلال التحقيق أن مادة النعناع وغيرها من المواد الزراعية التي تنتج محليًا تخضع لعلاج بواسطة مواد كيميائية عالية السمية وتشكل خطرًا على الإنسان. وأوضح أن بعض المزارعين المحليين في نواكشوط والمناطق الداخلية يستخدمون موادًا مخصصة لقتل الجراد وبعض الطيور لحماية نبتة النعناع وذلك بعد تهريبها من مخازنات المكتب الوطني لمكافحة الجراد.

 

وأكد الخبيران في مجال السلامة الصحية كويري هيبة لكرع ورباب كابر هاشم ورئيس منتدى المستهلك الموريتاني الخليل خيري أن ضعف الرقابة وغياب مختبرات رقابة قبلية على جودة المواد المدخلة للسوق هي عوامل تساهم في الوضعية المزرية التي تعيشها المواد الغذائية في الأسواق الموريتانية. وأشارت رباب كابر هاشم إلى تداخل الصلاحيات الرقابية بين العديد من القطاعات الوزارية مثل الصحة والزراعة والتجارة والبيطرة والتي تؤدي إلى تجاوز هذه الهيئات مهامها الرقابية وتفشل في تطبيقها بشكل فعال مما يؤدي إلى تراجع مستوى الرقابة وارتفاع مستوى التسيب في السوق.

 

وتم رصد جوانب من طرق وظروف عرض المواد الغذائية في سوق العاصمة نواكشوط مثل أسواق كلينيك وكبيتال وشارع الرزق من خلال التحقيق الصحفي المصور.