قليلا من الانصاف / الدكتور الشيخ معاذ سيد عبد الله

أحد, 17/03/2019 - 14:54

سيدي محمد ولد ببكر كان جزء من نظام يضم محمد ولد عبد العزيز ومحمد ولد الغزواني كموظفين ومسؤولين في قطاعاتهم..
رأس النظام هو معاوية وهو من أبرم العلاقات مع اسرائيل دون أن يستشير أحدا، ولم يؤثر عن أي وزير أو قائد عسكري أنه استقال لذاك السبب، بل ظل ولد عبد العزيز نفسه مرافقا وأحد حماة النظام الكبار بل وحماة السفارة الاسرائيلية من ردات فعل الشارع الرافض لتلك العلاقة.
ليس من الانصاف اتهام عزيز ولا ولد ببكر  بمسؤولية علاقة لم يكونا أصحاب القرار برفضها أو قبولها، الرئيس وحده هو من يملك القرار.
تم الانقلاب على معاوية وجاء نظام اعل رحمه الله ومعه عزيز وغزواني ومعهم ولد ببكر في مرحلة معينة، وظلت العلاقة قائمة لأسباب لم يشركوا أحدا في معرفتها، فالمهم أن الرئيس هو صاحب القرار دائما ..
جاء نظام سيدي ولد الشيخ عبد الله وظل الحال على ما كان عليه، فلم نسمع لعزيز ركزا ولا تصريحا عن تلك العلاقة، وعندما تم الانقلاب على سيدي كان من اللازم البحث عن ورقة لاستمالة الشارع ولم تكن هناك ورقة أكثر قدرة على ذلك من قطع العلاقة المرفوضة أصلا شعبيا.
لست مهتما بما يردده البعض عن بقاء تلك العلاقة في مستويات ومظاهر معينة.
المهم أن عزيز لم يستطع قطع تلك العلاقة قبل أن يكون رئيساً ولم يحتج عليها ولو بتصريح رغم مشاركته في كل الانظمة المطبعة...
فلماذا يطلب من ولد ببكر ما لم يطلب من غيره من شركاء الأنظمة؟
هو لم يكن رئيساً ولم يكن صاحب القرار، ومن كان يجرؤ على قول (لا) لمعاوية حينها؟
قد تقولون : لماذا لا يستقيل؟
نقول لكم ولماذا لا يستقيل عزيز يومها؟ ولماذا يقبل أن تحمي القوات الموريتانية سفارة اسرائيل في نواكشوط؟
لا أحد في موريتانيا الا واستبشر خيرا بقطع تلك العلاقة، ولا تمكن المزايدة على نصرة ولد ببكر وعزيز وغيرهما للقضية الفلسطينية، ولكن هناك من قيض الله له فرصة الرئاسة وأصبح القرار بيده فصحح خطأ كان جزء منه، وهناك من لم يكن بيده القرار فظل تعبيره عن رفض تلك العلاقة مقتصرا على ما يعبر به شعرا أو نثرا وذلك أضعف الايمان لمن لم يكن (رئيساً).
كفى مغالطة... ثم لا تنسوا أن قطع العلاقات مع اسرائيل أو وصلها ( ما اجي في المرجن) و ( لاه امداوي فقير) و (لا امگريه) و(ولاه امشغل الشباب الكواس)....
دعونا نغوص في ملفات الفساد أو الذمة الشخصية، وبالوثائق والادلة أما المزايدة بقرار أو موقف لا يعني رفاه المواطن في شيء فهو المغالطة بعينها، والهروب برجليها.