لعله الرجل الوحيد الذي أشعر بعاطفة اتجاهه في كرة القدم، وفي اللحظات السيئة ، أكبر من اللحظات الجيدة.
هذه العاطفة ، تجعلني أثناء انكساره ، أتذكر تعابير وجهه في اللحظات الخالدة ، التي صنعها، لحظات الفرح العارمة.
ولأنه غير اعتيادي، حتي انكساراته كذلك ، غير اعتيادية!
وخالدة لاتنسي ، هكذا هو ، أو هكذا قدره ، فمن بين مدربي الصفوة، أمير عبدو ، هو الأسوء حظا علي الاطلاق.
قد لايكون ذلك المدرب المتكامل ، أو المثالي ، أو صاحب الانجازات الأكبر، لكن عندما تختار فريقا، أو أي مشروع ترغب ، عبدو -غالبا- هو المدرب المناسب .
أمس وبعد خسارة المباراة أمام منتخب أنغولا،وفي تصريح له قال: بأن لاعبي المنتخب "قدموا مباراة جيدة"أمام منتخب انغولا ، ولكنهم "قدموا هدايا، وحينما تعطي هدايا للخصم تتم معاقبتك بطريقة وخيمة"
لست بصدد استعراض مزايا عبدو، ولا التحدث عن اساليبه أو إنجازاته أو إخفاقاته، لكن لطالما أردت الكتابة عن هذا الرجل، الذي أحيا شغف المنتخب في بداخلي،
وعاطفتي أرادت أن تفعل ذالك في أسوء لحظاته
لو خرج غدا - في ظل هذه الخسارة البشعة للفريق وقال:"سنعود أفضل، سأؤمن بذلك، وسأصدقه، وسأنتظر إنجازه ، مهما كان ما أراه أمامي ، أنا أنتظر أن يقول فقط ، إلا أنني أعرفه جيدا ، وأثق به ، و بشخصيته.
أعدكم سيفعل ملحمةً ستقرأها الأجيال القادمة بذهول ودهشة، وقد فعل سابقا، فالمرحلة الآن لا تتطلّب الوقوف والنظر للخلف، وإلا فعل الجميع ذلك. يبحث عن النجاح الصعب، النجاح الذي لايدرك نشوته غير من عاشه، النجاح الذي وإن كان قليلاً بالكم، يظل كبيراً بالكيف.
لن أقول سيعود، بل سأنتظر عودته، سأترقّب نجاحاً آخر، وسأؤمن بذلك، حتى لو لم يقل هذه المرّة. فليست هذه أوّل عاصفة يصادفها في طريقه. أؤمن بالعودة، ولا أراها، ولا أملك أسباباً واضحة لأسردها، سوى تصريح قاله هو في أول مؤتمر له مع المنتخب:"أقول دائما للاعبيّ أنه ما دمنا لم نتلقى أهدافا فهذا يعني أننا على قيد الحياة "
فأولئك الذين على رأس المشهد، لسنا أقل منهم بشيء، فإن كانوا يمتلكون فلاسفة ومدربين كبار، نحن نمتلك عبدو، وإن كانت خلفهم دول ونفط، فمن خلف عبدو؛ يوجد كل الموريتانين.
بقلم : محمد سيدي عبد الله