بيان
يقال إن السياسة فن الممكن، وهي - بالأساس - قراءة لواقع واستشراف لمستقبل، ضمن ظروف متحولة، تبقي على مستوى من الصلة بالمبادئ؛ لذلك من الطبيعي أن تشهد وجهات النظر اختلافا داخل الصف المعارض، فتتعدد الخيارات، ويتبخر حلم المرشح الموحد.
وهنا نود التنبيه إلى أن خيار تعدد المرشحين كان مطروحا لدى بعض المعارضين، وسواء حصل استجابة لا واعية لتلك الدعوات، أو استجابة واعية لاختلاف وجهات النظر، فإن ذلك لا يسوغ التراشق الحاصل بين الشباب المعارض، وما نراه من تسلل لبعض الواقفين في الجهة المقابلة يغذون هذا الصراع:
"يدب ولا يخفى ليفسد بيننا @ دبيبا، كما دبت إلى جحرها النمل"
فتنشغل المعارضة بمعارك جانبية لا تقدم وتؤخر، وتخدم خصومنا السياسيين، وكان الأحرى بنا أن نتحد خلف خياراتنا، فتكون وجوها لعملة واحدة، وهب غيرك أخطأ، أفلا تعذره وهو الذي أصاب في غيرها ويصيب؟:
"أيذهب يوم واحد إن أسأته @ بصالح أيامي وحسن بلائيا"
قد تختلف مقاربات الفريق المعارض مرحليا، لكنها متفقة استيراتيجيا، و لذلك ينبغي أن لانقع في محظور اشتداد أوار النيران الصديقة، ليتسلى الآخرون.
مهما اختلفت الحسابات السياسية، فإن قطع الطريق أمام استمرار نظام الفساد و المحسوبية بوجه جديد قديم - يظل أحد نقاط المشترك الكثيرة.
إننا في المنظمة الشبابية لحزب الصواب، نهيب بالشباب المعارض أن يتحد، ويتفرغ لمواجهة الخصوم، ويغلق النوافذ التي يتسرب منها المتسللون؛ لنهيئ الأجواء الملائمة لإيصال الخطاب المعارض الصحيح، سبيلا لإقناع الناخبين به، فيتحقق الحلم بإبعاد العسكر إلى ثكناته، أو - على الأقل - نحافظ على وحدة الصف مستقبلا.
اللجنة الإعلامية
16 مارس 2019م